يجتمع مجلس الوزراء كالمعتاد ولكن هذه المره الموضوع مهم بل غاية في الاهمية دخل الوزراء وهم يلبسون افخم الملابس وبنتعلون اغلى الاحذية والبشاشة بادية عليهم تنزل عليهم السكينة جلس كل في موقعه واخذ يلتفت يمنة ويسرى يلوح بيده لوزير اخر ثم مايلبث ان يلتفت الى زميله المجاورة ويومي اليه بالاقتراب يقترب الوزير ويهمس في اذن زميله بصوت تشوبه الحيرة ...أتا يااخوي الرقم المزكور ده صحيح يلتفت اليه زميله والحيرة بادية عليه ياتو رقم ده ياعزيزي همس الوزير مرة اخر في اذن زميله يااخي انا قاصد الرقم بتاع عدد الفقراء في السودان مكتوب اربعة في المية من عدد السكان نظر الزميل مرة اخرى الى الوزير وقد ازداد حيرة على حيرته ورد كمن لايفقه شيئا ايوه ده الرقم الجابوا بعد اجراء دراسات بحثية معمقة وهو انجاز حقيقي للحكومة نظر الوزير الى زميله بعمق واخذ نفسا عميقا طيب ماهو بالمنطق كده يعني اسي اللاجئين من ناس دارفور والناس الفي جنوب ديل لالاقين اكل ياكلوا ولاامن يعيشوا في وفوق ده كل ماشين عريانين وماتنسى الناس الفي الشرق والعرب الرحل وكمان اقوليك حاجة يااخي اسي عليك الله المخيمات الحول العاصمة مابراها اربعة في المية الجماعة ديل دراساتم دي عملوها في حي الرياض وتبادل الاثنان ابتسامة حفيفة واقترب الوزير هامسا لزميله اقوليك حاجة والله شكلم كانوا قاصدين عدد الاغنياء بس تشابه البقر عليهم وركبوا الحلوب في اللاحم لم يتمالك الزميل نفسه وانفجر ضاحكا حتى اثار انتباه المجلس اليه بينما هرب الوزير الى مراجعة الورق الذي امامه ليبعد عنه رجس زميله والذي احمر وجه وهرب هو الاخر ممسكا بتلابيب ورقه...