آمنه ضرار تغير أجندة مؤتمر جوبا ... بقلم: محمد الحسن السيد
**************************
جاءت أجندة مؤتمر جوبا بعد نقاشات كثيرة ومحاورات عديدة، ووفاق عليها، ولكن بعد أن أعد المنظمون الأجندة المطروحة سلفا وطبعوها واستعدوا لتوزيعها، ظهرت الدكتورة آمنه ضرار فجأة، لتكون المرأة الوحيدة التي ترتدي ثوبا وتجلس في المنصة الرئيسية مع عتاولة السياسة السودانية، وفاجأت الجميع بأطروحات جديدة لتغيير الأجندة وفقا لما جاء في صحيفة الرائد "فضلاً عن مطالبة نائب رئيس جبهة الشرق آمنة ضرار لطرح قضية حلايب في المؤتمر مما اضطر القائمين على أمر المؤتمر إلى إلغاء الأوراق والتي تم اعدادها سابقاً بواسطة كوادر الحزب الشيوعي والسيد مبارك الفاضل والحركة الشعبية" فقد انتقدت المؤتمرين لعدم اهتمامهم بقضية الشرق، برغم أن الشرق كان مسرحاً للعمليات وقَدّمَ أهله وأرضه مسرحاً لها، وذكرت بأن هذا المؤتمر لم يذكر الشرق
ولم يجد المنظمون حلا غير ادراج اطروحاتها. وبالرغم من امتعاض البعض إلا أن المنظمين مرروها بروح رياضية، خاصة السيد مبارك الفاضل الذي تعامل مع الموضوع بحكمة ورثها من والده وأجداده. وكان أول ما بدأت به الدكتورة آمنه ضرار، المرأة الحديدية المثيرة للجدل دائما، هو أن الشرق لم يذكر في أجندة المؤتمر رافضة أن يهمل الشرق وتستبعد قضيته من المؤتمر. وقد بدأت الأستاذه الجامعية حديثها بهدوء وثقة تحدق في المؤتمرين من خلف نظاراتها السميكة وكأنها تحاضر تلميذاتها الجامعيات دون أدنى اكتراث لأن من تخاطبهم متمرسون في العمل السياسي وكأنها تريد أن تذكرهم باغفالهم للشرق سنوات أن كانوا في الحكم وأن أساليبهم البالية في إدارة البلاد قد أضاعت منهم السلطة.
وقد أوضحت الدكتورة المتخصصة في علم الإدارة، وحضرت أكثر من مائة وعشرين مؤتمرا دوليا، أن الاعداد للمؤتمر لم يشارك فيه الشرق، وهذا اغفال لجزء عزيز من الوطن، ولكنها بالرغم من ذلك تصر على المشاركة لتضمّن قضية الشرق في أجندة المؤتمر لأن الوطن ملك للجميع وليس لمن أعدوا الأجندة والمؤتمرين فقط أو للمؤتمر الوطني وحده. قائلة "بالرغم من اننا لم نسجل حضورا في مجمل الاعداد الا ان ما جاء من المؤتمر من محاورات استدعى منا ان نكون موجودين لمناقشة المحاور ونلتقي باخوتنا جميعا لأن الوطن لنا أيضا فلابد من الحضور والمناقشة"
كما دعت الدكتورة آمنة ضرار رئيس حزب الشرق الديمقراطي مستشار رئيس الجمهورية المؤتمرين للانتباه للسياسات الجديدة في الاتجار بالبشر والسلاح مبينة بان الشرق مهدد امنيا بذلك." ومن المعروف أن هناك وجود أجنبي في البحر الأحمر بحجة محاربة القرصنة، وقد يكون هذا تمهيد للتدخل الأجنبي في الشرق كما قد ينتهي ذلك بفصل الشرق عن السودان، بحجة مكافحة القرصنة وتهريب السلاح والبشر لدول الجوار. وسبق أن أشارت وسائل الإعلام إلى أن صائدي الأسماك والأصداف السودانيين يتعرضون للقتل من قبل الغواصات الأجنبية خاصة الغواصة الإسرائيلية دولفين التي زارت البحر الأحمر مرتين بالاضافة إلى طائرات الهليكوبتر التي تنطلق من الأساطيل البحرية التابعة للدول العظمى.
ورحبت الدكتورة أمنه ضرار في كلمتها باتفاقية السلام الشامل لانها ترى فيها ام لجميع الاتفاقيات نسبة لأنها حققت السلام في الجنوب وكانت مبادرة كبيرة في التحول الديمقراطي للمشاركة في الحكومة لتصبح حكومة وحدة وطنية بالاضافة الى انها انهت الحرب التي انهكت السودان مشيرة الى انها ترغب في تنفيذ الاتفاقيات افعالا لا اقوالا. وأنهم عندما وقعوا إتفاق الشرق وقعوه مع حكومة الوحدة الوطنية التي تعتبر الحركة الشعبية شريك أساسي فيها وانتقدت الحركة لموقفها السلبي من تنفيذ إتفاق الشرق، وأشارت للسيدين باقان أموم وياسر عرمان، وكأنها تقول لهما ماذا تنتظران؟ وقالت مخاطبة الحركة في كل مرة تدعوننا لنبكي على ليلاكم، أما حمزة، أي الشرق، فلا بواكي له.
ودعت آمنة لاجراء المصالحة الوطنية الحقيقية وذلك بتضميد الجراح خاصة جراح سكان مناطق الشرق في جنوب طوكر وهمشكوريب وبورتسودان الذين تضرروا من الحرب بسبب قتال الحركة والتجمع للحكومة، وإنه لولا استغلال الشرق لما تحققت نيفاشا فلقد سيطرت الحركة على مساحات شاسعة في الجنوب إلا أن الحكومة لم تستجب لها إلا بعد أن تحولت إلى الشرق وهددت الطريق البري وخط أنابيب البترول، ولن بعد نيفاشا بالرغم من كل هذا، لم تساهم لا الحكومة ولا الحركة ولا التجمع في إعادة تأهيل مناطق الشرق التي دمرتها الحرب بين هذه الفصائل، ولم يتم تعويض قتلاه أو محاسبة من ارتكبوا المجازر، وقد نادت بالاعتذار لأهل الشرق المتضررين، كما أكدت بأن محور المحاسبة والتعويض المادي والمعنوي قد ضاع من جميع الاتفاقيات عند التنفيذ، بالرغم من أن المبدأ القانوني هنا هو مجازاة الجاني وتعويض المجنى عليه، ودعت المؤتمرين للبحث في صيغة فعالة لتجاوز المرحلة الحالية وتمنت ان يكون المؤتمر الوطني حاضر لأنه يملك اكثر من لاعب في الاتفاقيات بالاضافة لاهميته في تنفيذ البنود التي يتفق عليها ومسؤوليته عن كل ما لم ينفذ منها، وقالت إن الباب ما زال مفتوحا لمعالجة الخلل، وان ملتقى جوبا لا يعني المعارضة بل جمع الاحزاب، لان الوطن ملك للجميع، والشرق جزء أصيل من هذا الوطن الذي كان الشرق له درعا واقيا طوال قرون ضحى فيها بخيرة شبابه. واكدت رغبتها في التحول الديمقراطي الحقيقي الذي ينعكس ايجابا في تحسين معيشة الناس وفي كيفية توفير مقعد في فصل دراسي وتأمين صحي، وضمان اجتماعي، ووظيفة مناسبة، وتحرير الناس من الفقر نسبة لأن الديمقراطية اذا لم تحل مشاكل معظم الشعب لا يكترث احد بها.
وقالت انها تخشى على الديمقراطية من صناديق الاقتراع المتعددة والمعقدة على الأميين وكيف يصوتون مطالبة بمناقشة ذلك داخل المؤتمر.
واقترحت آمنة تكوين آلية تضم الحكومة والمعارضة وكافة الحركات المسلحة ومنظمات المجتمع المدني وممثلين للنازحين واللاجئين بالمعسكرات دون تقسيم او توزيع او تشتيت من أجل حل مشكلة دارفور التي أخرت حلها كثرة المحاولات والمبادرات بمختلف المسميات لانهاء الازمة، وعليهم توحيد هذه المبادرات والجهود.
وقالت ان نتائج التعداد السكاني الاخير بها معضلة حقيقية مرت بنا في البحر الاحمر وكسلا، وقالت اننا اتينا بعدد التلاميذ زايد الام والاب وجدناهم اكثر من نسبة التعداد بالولايتين مطالبة بمعالجة الاحصاء بعيدا عن النظر للانتخابات. كما طالبت بإعادة دائرة البني عامر في جنوب طوكر، وإعادة دائرة البشاريين حتى لا تذهب حلايب.
ومن المعروف أن أطراف السودان تتآكل بدءا من حلايب التي تقع تحت الاحتلال وتبحث الدولة المحتلة مع شركات النفط العالمية طرقا لاستخراج النفط من مثلث حلايب، كما تحتل اثيوبيا منطقة الفشقة وتحرم المزارعين السودانيين من استغلالها، إلى جانب مثلث الليمي الذي تحتله وتنقب فيه دولة كينيا، أما بحيرة أم دافوق التابعة لدارفور، فإن جيش افريقيا الوسطى، الذي يقل عدده عن عدد أفراد الكشافة السودانية، يسيطر عليها ويمنع الرعاة السودانيين من سقي مواشيهم إلا بعد دفع رسوم له.
وقد اكدت الدكتورة آمنه ضرار بانهم مع خيار الجنوب في اختيار ما يريد، وقالت سنوافق عليه مقدرين له وفقا للاتفاقية والدستور ووفقا للإعلان العالمي لحقوق الإنسان والسوابق الدولية في آتشي باندونيسيا وغيرها، في حق تقرير المصير.
ويرى البعض أن خيار انفصال الجنوب سابقة قد تتبعها مناطق أخرى من السودان خاصة الشرق الذي فاض به الكيل وطفح، ولكن عادت الدكتورة آمنه ضرار لتقول؛ وسنكون اكثر سعادة اذا كانت الوحدة هي الخيار، وسنسعى لها بكافة الطرق بغض النظر عن المعوقات الموجودة. وناشدت الجميع بالنظر للدمار الذي حل بشرق السودان من اجل التحول الديمقراطي فلا ديمقراطية في ظل الدمار السائد الآن، وقالت انه حتى الآن قانون الطواريء مطبق بالشرق مما أحال حياة الناس إلى جحيم بالرغم من توقيع اتفاقية اسمرا وصدور قرار جمهوري بالغائه.
وطالبت المؤتمرين الاتفاق لالغاء الطوارئ فعلا وليس قولا.
واشارت آمنة الى ان معظم اهل الشرق يعملون في الموانئ منذ إنشائها في العام 1905 وقد ضحوا بالعمل الشاق فيها من أجل رفعة السودان، وقد أقيم الميناء في الأرض التي كانوا يسكنونها منذ ألآف السنين، وتم ترحيلهم قسريا منها دون تعويض إلى مناطق نائية وأحياء فقيرة، وبدلا من تعويضهم على أراضيهم التي انتزعها منهم الاستعمار فإن الحكومة الوطنية تطبق الخصخصة وتشردهم وهذا الامر يحتاج منا للانتباه، فلا يعقل أن يتم تشريد ألآف الأسر بين يوم وليلة، ويجب تعويضهم وايجاد فرص عمل بديلة لهم وإعالة أسرهم حتى يتم توفيق أوضاعهم ويدر عليهم العمل الجديد دخلا مناسبا، فلقد ساهم هؤلاء العمال البسطاء في نهضة السودان ومن العيب التخلي عنهم الآن وإلقائهم على قارعة الطريق، وقالت إن علينا جميعا أن نعمل لإنقاذ مشروع دلتا طوكر الذي كان مشروعا رائدا منذ العام 1843 وكانت مدينة طوكر مربوطة بخط هاتفي مباشر مع كل البورصات العالمية التي تتاجر في القطن، ولكن المشروع تحول الآن الى غابات من المسكيت، وقالت إن مشروع القاش ليس أحسن حالا من طوكر ويحتاج لإعادة تأهيل كما تحتاج مدينة كسلا إلى مشروع للتحكم في نهر القاش الذي يدمر المساكن بصورة أصبحت شبه سنوية .
**************************
جاءت أجندة مؤتمر جوبا بعد نقاشات كثيرة ومحاورات عديدة، ووفاق عليها، ولكن بعد أن أعد المنظمون الأجندة المطروحة سلفا وطبعوها واستعدوا لتوزيعها، ظهرت الدكتورة آمنه ضرار فجأة، لتكون المرأة الوحيدة التي ترتدي ثوبا وتجلس في المنصة الرئيسية مع عتاولة السياسة السودانية، وفاجأت الجميع بأطروحات جديدة لتغيير الأجندة وفقا لما جاء في صحيفة الرائد "فضلاً عن مطالبة نائب رئيس جبهة الشرق آمنة ضرار لطرح قضية حلايب في المؤتمر مما اضطر القائمين على أمر المؤتمر إلى إلغاء الأوراق والتي تم اعدادها سابقاً بواسطة كوادر الحزب الشيوعي والسيد مبارك الفاضل والحركة الشعبية" فقد انتقدت المؤتمرين لعدم اهتمامهم بقضية الشرق، برغم أن الشرق كان مسرحاً للعمليات وقَدّمَ أهله وأرضه مسرحاً لها، وذكرت بأن هذا المؤتمر لم يذكر الشرق
ولم يجد المنظمون حلا غير ادراج اطروحاتها. وبالرغم من امتعاض البعض إلا أن المنظمين مرروها بروح رياضية، خاصة السيد مبارك الفاضل الذي تعامل مع الموضوع بحكمة ورثها من والده وأجداده. وكان أول ما بدأت به الدكتورة آمنه ضرار، المرأة الحديدية المثيرة للجدل دائما، هو أن الشرق لم يذكر في أجندة المؤتمر رافضة أن يهمل الشرق وتستبعد قضيته من المؤتمر. وقد بدأت الأستاذه الجامعية حديثها بهدوء وثقة تحدق في المؤتمرين من خلف نظاراتها السميكة وكأنها تحاضر تلميذاتها الجامعيات دون أدنى اكتراث لأن من تخاطبهم متمرسون في العمل السياسي وكأنها تريد أن تذكرهم باغفالهم للشرق سنوات أن كانوا في الحكم وأن أساليبهم البالية في إدارة البلاد قد أضاعت منهم السلطة.
وقد أوضحت الدكتورة المتخصصة في علم الإدارة، وحضرت أكثر من مائة وعشرين مؤتمرا دوليا، أن الاعداد للمؤتمر لم يشارك فيه الشرق، وهذا اغفال لجزء عزيز من الوطن، ولكنها بالرغم من ذلك تصر على المشاركة لتضمّن قضية الشرق في أجندة المؤتمر لأن الوطن ملك للجميع وليس لمن أعدوا الأجندة والمؤتمرين فقط أو للمؤتمر الوطني وحده. قائلة "بالرغم من اننا لم نسجل حضورا في مجمل الاعداد الا ان ما جاء من المؤتمر من محاورات استدعى منا ان نكون موجودين لمناقشة المحاور ونلتقي باخوتنا جميعا لأن الوطن لنا أيضا فلابد من الحضور والمناقشة"
كما دعت الدكتورة آمنة ضرار رئيس حزب الشرق الديمقراطي مستشار رئيس الجمهورية المؤتمرين للانتباه للسياسات الجديدة في الاتجار بالبشر والسلاح مبينة بان الشرق مهدد امنيا بذلك." ومن المعروف أن هناك وجود أجنبي في البحر الأحمر بحجة محاربة القرصنة، وقد يكون هذا تمهيد للتدخل الأجنبي في الشرق كما قد ينتهي ذلك بفصل الشرق عن السودان، بحجة مكافحة القرصنة وتهريب السلاح والبشر لدول الجوار. وسبق أن أشارت وسائل الإعلام إلى أن صائدي الأسماك والأصداف السودانيين يتعرضون للقتل من قبل الغواصات الأجنبية خاصة الغواصة الإسرائيلية دولفين التي زارت البحر الأحمر مرتين بالاضافة إلى طائرات الهليكوبتر التي تنطلق من الأساطيل البحرية التابعة للدول العظمى.
ورحبت الدكتورة أمنه ضرار في كلمتها باتفاقية السلام الشامل لانها ترى فيها ام لجميع الاتفاقيات نسبة لأنها حققت السلام في الجنوب وكانت مبادرة كبيرة في التحول الديمقراطي للمشاركة في الحكومة لتصبح حكومة وحدة وطنية بالاضافة الى انها انهت الحرب التي انهكت السودان مشيرة الى انها ترغب في تنفيذ الاتفاقيات افعالا لا اقوالا. وأنهم عندما وقعوا إتفاق الشرق وقعوه مع حكومة الوحدة الوطنية التي تعتبر الحركة الشعبية شريك أساسي فيها وانتقدت الحركة لموقفها السلبي من تنفيذ إتفاق الشرق، وأشارت للسيدين باقان أموم وياسر عرمان، وكأنها تقول لهما ماذا تنتظران؟ وقالت مخاطبة الحركة في كل مرة تدعوننا لنبكي على ليلاكم، أما حمزة، أي الشرق، فلا بواكي له.
ودعت آمنة لاجراء المصالحة الوطنية الحقيقية وذلك بتضميد الجراح خاصة جراح سكان مناطق الشرق في جنوب طوكر وهمشكوريب وبورتسودان الذين تضرروا من الحرب بسبب قتال الحركة والتجمع للحكومة، وإنه لولا استغلال الشرق لما تحققت نيفاشا فلقد سيطرت الحركة على مساحات شاسعة في الجنوب إلا أن الحكومة لم تستجب لها إلا بعد أن تحولت إلى الشرق وهددت الطريق البري وخط أنابيب البترول، ولن بعد نيفاشا بالرغم من كل هذا، لم تساهم لا الحكومة ولا الحركة ولا التجمع في إعادة تأهيل مناطق الشرق التي دمرتها الحرب بين هذه الفصائل، ولم يتم تعويض قتلاه أو محاسبة من ارتكبوا المجازر، وقد نادت بالاعتذار لأهل الشرق المتضررين، كما أكدت بأن محور المحاسبة والتعويض المادي والمعنوي قد ضاع من جميع الاتفاقيات عند التنفيذ، بالرغم من أن المبدأ القانوني هنا هو مجازاة الجاني وتعويض المجنى عليه، ودعت المؤتمرين للبحث في صيغة فعالة لتجاوز المرحلة الحالية وتمنت ان يكون المؤتمر الوطني حاضر لأنه يملك اكثر من لاعب في الاتفاقيات بالاضافة لاهميته في تنفيذ البنود التي يتفق عليها ومسؤوليته عن كل ما لم ينفذ منها، وقالت إن الباب ما زال مفتوحا لمعالجة الخلل، وان ملتقى جوبا لا يعني المعارضة بل جمع الاحزاب، لان الوطن ملك للجميع، والشرق جزء أصيل من هذا الوطن الذي كان الشرق له درعا واقيا طوال قرون ضحى فيها بخيرة شبابه. واكدت رغبتها في التحول الديمقراطي الحقيقي الذي ينعكس ايجابا في تحسين معيشة الناس وفي كيفية توفير مقعد في فصل دراسي وتأمين صحي، وضمان اجتماعي، ووظيفة مناسبة، وتحرير الناس من الفقر نسبة لأن الديمقراطية اذا لم تحل مشاكل معظم الشعب لا يكترث احد بها.
وقالت انها تخشى على الديمقراطية من صناديق الاقتراع المتعددة والمعقدة على الأميين وكيف يصوتون مطالبة بمناقشة ذلك داخل المؤتمر.
واقترحت آمنة تكوين آلية تضم الحكومة والمعارضة وكافة الحركات المسلحة ومنظمات المجتمع المدني وممثلين للنازحين واللاجئين بالمعسكرات دون تقسيم او توزيع او تشتيت من أجل حل مشكلة دارفور التي أخرت حلها كثرة المحاولات والمبادرات بمختلف المسميات لانهاء الازمة، وعليهم توحيد هذه المبادرات والجهود.
وقالت ان نتائج التعداد السكاني الاخير بها معضلة حقيقية مرت بنا في البحر الاحمر وكسلا، وقالت اننا اتينا بعدد التلاميذ زايد الام والاب وجدناهم اكثر من نسبة التعداد بالولايتين مطالبة بمعالجة الاحصاء بعيدا عن النظر للانتخابات. كما طالبت بإعادة دائرة البني عامر في جنوب طوكر، وإعادة دائرة البشاريين حتى لا تذهب حلايب.
ومن المعروف أن أطراف السودان تتآكل بدءا من حلايب التي تقع تحت الاحتلال وتبحث الدولة المحتلة مع شركات النفط العالمية طرقا لاستخراج النفط من مثلث حلايب، كما تحتل اثيوبيا منطقة الفشقة وتحرم المزارعين السودانيين من استغلالها، إلى جانب مثلث الليمي الذي تحتله وتنقب فيه دولة كينيا، أما بحيرة أم دافوق التابعة لدارفور، فإن جيش افريقيا الوسطى، الذي يقل عدده عن عدد أفراد الكشافة السودانية، يسيطر عليها ويمنع الرعاة السودانيين من سقي مواشيهم إلا بعد دفع رسوم له.
وقد اكدت الدكتورة آمنه ضرار بانهم مع خيار الجنوب في اختيار ما يريد، وقالت سنوافق عليه مقدرين له وفقا للاتفاقية والدستور ووفقا للإعلان العالمي لحقوق الإنسان والسوابق الدولية في آتشي باندونيسيا وغيرها، في حق تقرير المصير.
ويرى البعض أن خيار انفصال الجنوب سابقة قد تتبعها مناطق أخرى من السودان خاصة الشرق الذي فاض به الكيل وطفح، ولكن عادت الدكتورة آمنه ضرار لتقول؛ وسنكون اكثر سعادة اذا كانت الوحدة هي الخيار، وسنسعى لها بكافة الطرق بغض النظر عن المعوقات الموجودة. وناشدت الجميع بالنظر للدمار الذي حل بشرق السودان من اجل التحول الديمقراطي فلا ديمقراطية في ظل الدمار السائد الآن، وقالت انه حتى الآن قانون الطواريء مطبق بالشرق مما أحال حياة الناس إلى جحيم بالرغم من توقيع اتفاقية اسمرا وصدور قرار جمهوري بالغائه.
وطالبت المؤتمرين الاتفاق لالغاء الطوارئ فعلا وليس قولا.
واشارت آمنة الى ان معظم اهل الشرق يعملون في الموانئ منذ إنشائها في العام 1905 وقد ضحوا بالعمل الشاق فيها من أجل رفعة السودان، وقد أقيم الميناء في الأرض التي كانوا يسكنونها منذ ألآف السنين، وتم ترحيلهم قسريا منها دون تعويض إلى مناطق نائية وأحياء فقيرة، وبدلا من تعويضهم على أراضيهم التي انتزعها منهم الاستعمار فإن الحكومة الوطنية تطبق الخصخصة وتشردهم وهذا الامر يحتاج منا للانتباه، فلا يعقل أن يتم تشريد ألآف الأسر بين يوم وليلة، ويجب تعويضهم وايجاد فرص عمل بديلة لهم وإعالة أسرهم حتى يتم توفيق أوضاعهم ويدر عليهم العمل الجديد دخلا مناسبا، فلقد ساهم هؤلاء العمال البسطاء في نهضة السودان ومن العيب التخلي عنهم الآن وإلقائهم على قارعة الطريق، وقالت إن علينا جميعا أن نعمل لإنقاذ مشروع دلتا طوكر الذي كان مشروعا رائدا منذ العام 1843 وكانت مدينة طوكر مربوطة بخط هاتفي مباشر مع كل البورصات العالمية التي تتاجر في القطن، ولكن المشروع تحول الآن الى غابات من المسكيت، وقالت إن مشروع القاش ليس أحسن حالا من طوكر ويحتاج لإعادة تأهيل كما تحتاج مدينة كسلا إلى مشروع للتحكم في نهر القاش الذي يدمر المساكن بصورة أصبحت شبه سنوية .